17 - 07 - 2024

وجهة نظرى| مياه مطروح والصرف الصحى

وجهة نظرى| مياه مطروح والصرف الصحى

شواطئ بكر خلابة ومياه ساحرة نقية تتدرج فى ألوانها مابين السماوى والأزرق والفيروزى لتضفي مزيدا من السحر والجمال.. يقع فى غرامها حد العشق والوله كل من زارها.. يعود ليتغنى بذلك العشق ويغرى به كل من يسمعه، ألا يضيع الفرصة للقياها حتى لايحرم نفسه من ذلك الجمال الأخاذ.. ومثلهم وقعت فى غرامها وتشوقت لزيارتها لكن حظي العثر لم يتح لى الفرصة للتمتع بجمالها حتى الآن.. عشقى عن بعد لمرسى مطروح لم يحل دون جزعى بنفس الدرجة التى أصابت من عشقها عن قرب واستمتع بجمالها وأدمن زيارة شواطئها والتمتع بها.. فجر تلك الحالة من الفزع صورة تداولتها مواقع التواصل الإجتماعى لأحد شواطئ مطروح تتسلل إليه مياه قيل أن مصدرها الصرف الصحى! هل ينتهى مصير مطروح كما إنتهى إليه مصير الإسكندرية! هل يتحول لون مياهها الفيروزى الأثير للون الأسود الطينى القمئ! هل تفقد شواطئها ذلك السحر والالق والبهجة لتتحول لشواطئ كئيبة قذرة! هل تتلوث رمالها الجميلة لتتحول إلى سوداء طينية! أسئلة تفجر من الغضب والإستفزاز والإستنكار أكثر ما تطرحه من إستفهام وخوف وإنكار! اعتدنا أن نصحو كل يوم على كارثة وتعودنا أن يبدأ المسئولون بطمأنتنا ونستسلم لخدرهم بقلة حيلتنا المعتادة إلى حين، ثم لاتلبث أن تنفجر قى وجوهنا الحقيقة ولانملك سوى التعامل معها كأمر واقع! هل يتكرر نفس السيناريو مع مطروح؟ لا أتمنى وإن كنت أشك، فإرهاصات تكراره لاتخطئها عين.. فما إن تفجرت قضية تلوث مطروح بمياه الصرف الصحى حتى إنتفض النائب سليمان فضل العميرى عضو مجلس النواب عن مطروح لينفى بقوة ماتردد عن إلقاء مياه الصرف الصحى داخل سواح مطروح مؤكدا أن ماحدث هو نقل لمياه الأمطار التى هطلت بقوة الفترة الماضية إلى السواح، وحسما لكل الشكوك والمخاوف ذهب سكرتير المحافظ بنفسه للتأكد من إغلاق الماسورة الخاصة بالأمطار والتى تصب فى مياه البحر!

نفى النائب بالطبع غير كاف لبث الطمانينة ونفى كل المخاوف والشكوك عكس ما أراد لعدة أسباب، أولها أن هناك يد تعبث بدأت بماسورة مياه الأمطار ومن يدرى فربما يزيد من عبثها مرات قادمة للتحول إلى ماسورة الصرف الصحى فيما بعد! ثانيا أن قضية بهذه الخطورة ألا تستدعى تحرك المحافظ نفسه وليس سكرتيره ليقطع كل شكل للقلق والمخاوف! ثالثا أن قضية الصرف الصحى بمطروح لم تتفجر فجأة، ولم تكن تلك الصورة التى تداولتها مواقع التواصل الإجتماعى هى الأولى، ومن المرجح أنها لن تكون الأخيرة، فمنذ شهوروتحديدا شهر يونيو الماضي، أثيرت قضية الصرف الصحى بمرسى مطروح، وكالعادة أيضا نفت المحافظة وجود مشكلة وأنها قامت بتمويل مشروعات صرف صحى وصرف مياه أمطار ومياه وكهرباء باستثمارات بلغت مليار جنيه! وتم الإنتهاء من هذه المشروعات فى وقت قياسى قبل الموعد المحدد لها بستة أشهر! كلام جميل طبعا فى ظاهره، لكن طياته للأسف تثير مرة أخرى الشكوك.. فإذا سلمنا بأن المحافظة انتهت من مشروع صرف مياه الأمطار، فلماذا إذا ظهرت ماسورة صرف الأمطار فى البحر! ولماذا لم يتحرك المسئولون إلا بعد نشرها على السوشيال ميديا.. كلنا نوقن بأن أول الرقص حنجلة تماما مثلما فعلوا بالإسكندرية، سنوات من الجدل العقيم والصخب الأجوف والثرثرة غير المجدية بين مؤيدى الصرف الصحى فى البحر ومعارضيه، وبينما المعركة المفتعلة على أشدها، كانت الايادى الفاسدة تعبث بغير رحمة لتحول بحر الإسكندرية لتلك الحال من القبح والتلوث والقذارة.. مصير نخشى على مطروح منه، وإن كنا كالعادة نقف كالمتفرج الصامت العاجز الذى لاحيلة له سوى التباكى على أطلال كل ماهو جميل بحسرة وندم يستحقها أمثاله من الشياطين الخرس.  
-------------------
بقلم: هالة فؤاد

         

مقالات اخرى للكاتب

وجهة نظري | بائعة الخبز وتجار الأوهام